بونكوهارا كونيهيكو، آنذاك خمس سنوات
شهد إلقاء القنبلة الذريّة في مكان عمل والده في حيّ فونائيري كاواغوتشي، على بعد حوالي كيلومترين من مركز الانفجار
في اليوم التالي بدأ بعمليّة البحث مع والده عن أخته ووالدته اللتين لم تعودا أدراجهما
على جانبي الطريق كان هناك أشخاص ملقون تعلوهم حروق بلون أسود وعند جسر أئي-أوي تكوّمت جثث جرفتها المياه إلى الضفة
وإلى هذه الساعة لا يستطيع السيّد بونكوهارا أن ينسى صور الرعب التي شاهدها آنذاك
في النهاية لم يتمّ العثور على والدته وأخته
في العشرين من عمره هاجر السيد بونكوهارا إلى البرازيل، حيث انضمّ لاحقًا إلى جمعيّة ضحايا القنبلة الذريّة في البرازيل
نذر نفسه لتحسين نوعيّة المساعدة المقدّمة لضحايا القنبلة الذريّة المقيمين في البرازيل
بما في ذلك الحصول على معونات ماليّة وتمكين ضحايا القنبلة الذريّة من تقديم الطلب للحصول على البطاقة المعنيّة بصحّة الناجين من القنلبة الذريّة، وحتّى أنّه قدّم بنفسه مساعدة عمليّة في هذا المجال
يروي للطلاب البرازيليّين في المرحلة الثانويّة عمّا مرّ به عند إلقاء القنبلة الذريّة
ويشرح لهم أهمّيّة إزالة القنابل النوويّة والتغلّب على الأنانيّة لحفظ السلام في العالم
الحياة قبل إلقاء القنبلة الذريّة
ولدت في السابع عشر من يونيو عام 1940 في كانبارا في محافظة شيزوؤكا
ومن ثمّ انتقلنا إلى هيروشيما في مارس أو أبريل عام 1945
كان والدي يعمل في قناة التصريف لنهر فوجي
أظنّ أنّنا انتقلنا إلى هيروشيما لأنّ الوضع في كانبارا أصبح خطيرًا أيضًا أو ربّما لأسباب مهنيّة
بعد انتقالنا إلى هيروشيما عمل والدي أيضًا في الإنشاءات التحتيّة
أتذكّر بأن والدتي والجيران تجمّعوا لمشاهدة سقوط طائرة فوق هيروشيما يتصاعد منها الدخان
السادس من أغسطس
بعد الانتقال إلى هيروشيما كانت عائلتي تتكوّن من ستّة أشخاص: والداي، أختان وأخ أكبر منّي سنّا وأنا.
كانت أختي الكبرى طالبة في مدرسة ثانويّة، ولذلك بقيت في هيروشيما
كان أخي وأختي الأخرى يذهبان إلى مدرسة فونائيري الشعبيّة
تمّ إجلاؤهما إلى كاروغا مع المدرسة
ولذلك لم يتعرّض كلاهما لخطر سقوط القنبلة الذريّة
في صباح يوم السادس من أغسطس ذهبت أختي الكبرى إلى المدرسة حيث تمّ تعبئة الطلاب للعمل
كان على والدتي الذهاب إلى منطقة قريبة من مركز المدينة من أجل واجب الخدمة المدنيّة وأرادت أن تأخذني معها
غير أنّ والدي قال إنّي سأعيق عملها وأنّه يفضّل أن يصطحبني معه إلى مكتبه، لذلك غادرت والدتي المنزل بمفردها
توجّهنا إلى مكتبه البسيط والمشيّد بشكل مؤقّت بالقرب من بيتنا وبالكاد وقفنا أمام طاولة مكتبه
حتى ظهر ضوء ساطع، سحبني والدي الذي كان بالقرب مني ودفعني تحت الطاولة ورمى بنفسه فوقي ليحميني
كان هو تحت الطاولة أيضًا
في الوقت نفسه حدثت موجة ضغط ودويّ انفجار. سمعت الدويّ لكن موجة الضغط كانت أفظع بكثير، كما يُخيّل لي اليوم
طار السطح بعيدًا وتحطّم زجاج النوافذ مع صوت فرقعة كبيرة وطار الباب من مفاصله
تساقط الكثير من الحطام على الطاولة وعندما انقشع الغبار قليلا أزاح والدي ما سقط قرب الطاولة، ووقف وسحبني إليه
في تلك اللحظة رأيت كيف كان يسيل الدم الأحمر القاني على ظهره
ما زلت أحمل في جسدي ندوب الزجاج الذي انغرس في يديّ ورجليَّ
الشخصان أو الثلاثة المتواجدون في المكتب كانوا ينزفون كذلك
اتجهنا معًا إلى نهر تيمّا الذي يقع وراء المكتب وغسلنا أنفسنا هناك وأزلنا شظايا الزجاج من الجروح وضمّدناها بطريقة مرتجلة
أعتقد أنّه كان يوجد في المكتب صندوق للإسعافات الأوليّة
حملناه معنا وعالجنا به الجروح التي ربطناها لإيقاف النزيف
في الطريق إلى المنزل تسلّقنا حافّة النهر فرأينا المدينة. كان هناك حريق مشتعل والدخان يتصاعد بشكل متزايد أعلى فأعلى والسماء بدأت تظلم
عندما وصلنا إلى المنزل وجدناه مدمّرا تماما
كان سقف منزل الجيران مرميّا على الأرض خلف منزلنا وقد قذفه الانفجار إلى هناك
أعتقد أنّه في ذلك الوقت لم يكن منازل كثيرة في المحيط، ورغم ذلك كانت ألسنة النيران تلتهمها
لم يحترق منزلنا ومنزل الجيران لأنّ جدولا يجري بينهما وبين الطريق. وعلى الجانب الآخر من الطريق كان هناك مصنع مبنيّ من الطابوق لتحضير الخضروات المخلّلة. وقد كانت النيران قد اشتعلت فيه.
أظنّ أنّ سبب عدم امتداد الحريق يعود إلى وجود ذلك المصنع
المطر الأسود
كانت جدران منزل الجيران الذي انتزع سقفه ما زالت قائمة
حينما وقفت على حصائر تاتامي أظلمت السماء وتساقط مطر أسود بقطرات كبيرة الحجم
لم يكن هناك ملاذ فتعرّض الجميع للمطر
أعتقد أنّه توقّف بسرعة
في هذا الوقت كان الناس يجرّون أنفسهم إلى خارج المدينة المشتعلة. كانوا يمدّون أياديهم التي تتدلى منها الجلود المحترقة
الذين جاؤوا إلينا طرحوا علينا أسئلة مختلفة ورجونا أن نعطيهم ماء للشرب
ولكنّ والدي قال في وقت لاحق إنّه حاول قدر الإمكان أن لا يقدّم لهم الماء
وأوضح أنّ هناك حالات يموت فيها الأشخاص المصابون بحروق نتيجة تعرّض أجسادهم للصدمة لدى شربهم للماء
بالكاد تبدّل الوضع خلال النهار. قبيل حلول المساء خمدت النار
ورغم البعد الشاسع لسكّة الترام عنّا إلا أنّ الرؤية كانت واضحة لأنّ البيوت احترقت بالكامل
وأتذكّر بأن العديد من الناس هربوا من فونائيري كما لجأ عدّة أشخاص من يوكوغاوا إلى فونائيري عبر هذا الطريق
ولأنّ منزلنا لم يحترق قضينا الليل فيه مع خمسة أو ستّة جيران
صور مروّعة في المدينة
في صباح اليوم التالي وبما أنّ والدتي وأختي لم تعودا إلى البيت، وضعني والدي معه على دراجة هوائيّة وانطلقنا للبحث عنهما
كانت الجثث والأنقاض متناثرة على الأرض
ولأنّ الشوارع كانت مليئة بأعمدة الكهرباء المحطّمة وأسلاكها المقطوعة لم نستطع عبورها بالدراجة
إذا، كنت أسير خلف الدراجة ببطء، وكلّما اقتربنا من المدينة ازداد عدد القتلى
وفوق ذلك كانت جثث متفحّمة ملقاة على الأرض بالقرب من مركز المدينة أيضًا
وعبرنا جسر أئي-أوي، كان حاجزه الحديديّ مدمّرا
عندما نظرت إلى الأسفل رأيت على جانبي النهر الجثث مكوّمة مثل الجبال فوق بعضها البعض وقد جرفها الموج
كان العديد منها يطفو على سطح الماء كذلك
من جسر أئي-أوي توجّهنا عبر تيراماتشي باتجاه يوكوغاوا
وهنا أيضًا كان العديد من الجثث ملقى إلى جانب حاويات المياه لإطفاء الحرائق
وحتّى في حاويات المياه لإطفاء الحرائق طفت الجثث، وعلى الأغلب نزل هؤلاء فيها لشرب الماء
وفي منطقة معبد تيراماتشي كان العديد من شواهد القبور متساقطًا
أتذكّر جيّدا أن رأس أحد الأشجار الكبيرة كان لا يزال يحترق
عندما وصلنا إلى الشارع في يوكوغاوا الذي في العادة يسير عليه الترام، كان هناك ترام محترق بالكامل وفيه جثث أيضًا
لا أتذكّر بشكل جيّد كيف كان الوضع بعد ذلك، ولكن في الذاكرة ما زالت صورة
حصان ميّت ببطن منتفخ على طريق توكايتشي باتجاه جسر أئي – أوي
هذا كلّ ما أتذكّره من السادس والسابع من أغسطس
في النهاية لم نتمكّن من العثور على والدتي أو أختي
في وقت لاحق علمت من والدي بمقتل جميع طالبات ومعلّمي مدرسة البنات المرافقين، والتي كانت أختي تدرس فيها، لكن لم أسمع اسمها
وبشكل أكثر تحديدًا لم يتمّ العثور على جثثهم قطّ
هروب إلى الضواحي وإلى شيماني
كان والدي مقتنعًا أنّه لم يعد بإمكانه تعريضي لهذا الجحيم أكثر من ذلك
واصطحبني في اليوم التالي إلى كاروغا، حيث تمّ إجلاء أخي وأختي إليها
في المناطق التي عبرناها رأينا الجنود وهم يجمعون الجثث هنا وهناك
كانوا يصبّون عليها بنزينًا أو زيت المحرّكات ويضرمون فيها النار
ما زلت أتذكّر جيّدًا الدخان المتصاعد في كلّ مكان
تمّت معالجة جروح الجميع في كاروغا، غير أنّني جريت بعيدًا بسبب الآلام
أمسكني زملاء أخي وأختي في المدرسة الابتدائيّة
ودهنوا جروحي بمعقّم مادة اليود ثمّ أعطوني فول الصويا المحمّص
بعد ذلك تمّ إيواؤنا في مسقط رأس والدي في محافظة شيماني. لا أتذكّر بالضبط متى كان ذلك
العودة إلى هيروشيما
اصطحبني والدي لوحدي فقط من شيماني إلى هيروشيما
أعتقد أنّ ذلك كان تقريبًا في الوقت، الذي تمّ فيه بناء مساكن الإقامة الطارئة
عهد والدي بي إلى جدّة أحد معارفه، لكنّي لا أتذكّر كم بقيت عندها
وفي النهاية استأجر والدي منزلا في ياغي، حيث عشتُ معه وأخويّ
حالتي الجسديّة بعد إلقاء القنبلة الذريّة
التحقت بمدرسة ياغي الابتدائيّة وتخرّجت منها. ولكن قبل أن أذهب إلى المدرسة الابتدائيّة نبتت على جسدي كله تورّمات تسبّبت لي بآلام فظيعة
كان يخرج منها قيح أخضر اللون وبعد إزالته شعرت كأنّه ترك ثقوبًا مكانه
آنذاك بقيت ندوب كثيرة ولكنّها اختفت مع مرور الوقت
لقد عانيت من آلام شديدة وبعد ذلك أُصبت بمرض رئويّ في الصفّ الرابع لذلك توقّفت عن الدراسة لمدة ثلاثة أشهر
حتى بعد ذلك كانت حالتي الصحيّة سيّئة كنت أصاب بالانهيار الجسديّ، خصوصًا خلال التعداد الصباحيّ
في مثل هكذا حالة لم يكن جسدي قويّا جدًا
بعد انتهائي من المدرسة الثانوية في كابي شاركت في امتحان مؤسسة تكوين الشباب للتنمية الصناعيّة في مكتب الهندسة التابع لوزارة البناء في أوتاغاوا وباشرت العمل هناك
انتقلت إلى بيت الطلاب وعشت حياة طالب متدرّب. عملت صباحًا ودرست من الظهر وحتى العاشرة مساء
قيل وقتها إنه يمكن الهجرة إلى البرازيل بعد الانتهاء من هذا التدريب
في سنّ التاسعة عشرة أو العشرين كانت حالتي الجسديّة سيئة جدا لدرجة أنّني خضعت لفحوصات
قيل لي أنّ القلب عندي لا يؤدّي وظائفه جيّدا
بما أنّني كنت مريضًا على الدوام منذ طفولتي، كنت أقول لنفسي: سيكون من الجميل إنْ عشت حتى سنّ الثلاثين
وفي هذه الحالة كنت أرغب في رؤية بلدان أخرى
وتمنّيت بعد إنهاء التكوين أن أهاجر إلى أمريكا اللاتينيّة
كنت في العشرين من عمري عندما وصلنا إلى ميناء سانتوس في البرازيل في السادس عشر من فبراير عام 1961
وفيما بعد سافرنا بالقطار، وواصلنا السفر بشاحنة إلى دورادوس في ولاية بارانا الواقعة على بعد 900 كلم من ساو باولو
كان يطلق عليها اسم مدينة ولكنها كانت تضمّ خمسة أو ستّة بيوت فقط
ومن هناك اتجهنا إلى الأدغال التي تقع على بعد ستين كلم
في قطاع الزراعة هناك كنّا نقطع أشجارًا عملاقة بالفأس لأنّه لم يكن هناك منشار بنزين جنزيري في ذلك الحين، وكنّا نجفّف الخشب ونحرقه
لقد شهدنا عمليّة حقيقيّة لحرق حقول وقطعها
دعم ضحايا القنبلة الذريّة في البرازيل
تمّ إنشاء جمعيّة لضحايا القنبلة الذريّة في البرازيل عام 1984
أسّس هذه الجمعيّة سبع عشرة ضحيّة من هيروشيما وناغازاكي معًا
في ذلك الوقت لم أنضمّ لها لأنّني كنت أحمل البطاقة المعنيّة بصحّة الناجين من القنلبة الذريّة
اعتقدت أنّ هؤلاء يريدون الحصول على البطاقة الصحيّة
كنت أعرف أنّها لم تكن صالحة في بلدان أخرى
ولأنّني كنت مشغولاً بعملي أيضًا، فلم أنضمّ إليها
في سنة 1988 حضر مجدّدًا فريق طبّي من اليابان
وكان بإمكان الأشخاص ذوي البطاقات الصحيّة الخضوع لفحوصات، ولذلك انتهزت هذه الفرصة للمرّة الأولى والتحقت بالجمعيّة
ولأنّني كنت من الأعضاء الشباب القليلين طلبوا منّي تقديم مساعدة جانبيّة صغيرة
ومنذ ذلك الحين وأنا أدعم هذه الجمعيّة. وقد وصل عدد الأعضاء إلى 270 شخصًا من ضحايا القنبلة الذريّة
اليوم يبلغ عددهم 106 أعضاء. فقد توفيّ كثير منهم حتّى الآن
في أيّام نشاطي في الجمعية طلب كثيرون بطاقة ولكنّهم لم يحصلوا عليها
لأنّه كان من الممكن، انطلاقا من عام 2003، الحصول على البطاقة المعنيّة بصحّة الناجين من القنلبة الذريّة بشرط الذهاب إلى اليابان، فقد كنت أساعد مقدِّمي الطلبات
ولكنّه بالكاد كان يوجد كفيل
توجّه القليلون الذين لديهم كفيل واحدًا تلو الآخر إلى اليابان وحصلوا على بطاقتهم
أعتقد أنّ مسؤولي محافظتي هيروشيما وناغازاكي بذلوا قصارى جهدهم وقاموا بعمل جيّد
لم يتلقّ ضحايا القنبلة الذريّة في البرازيل أيّة معونات ماليّة
كان تأسيس الجمعيّة بداية الأمر مرتبطًا بالرغبة في الحصول على معالجة طبيّة في البرازيل
ولكنّ الحكومة اليابانيّة أصدرت مرسومًا يحمل رقم 402 ورفضت بالمجمل معالجة الضحايا هناك
قام الكوري كواك جوي هون وهو أحد ضحايا القنبلة الذريّة برفع قضيّة ضدّ ذلك المرسوم في المحكمة
وأدلى المديران موريتا من البرازيل وكوراموتو كنجي من الولايات المتحدة الأمريكيّة بشهادتهما أمام المحكمة
وربح كواك جوي هون القضيّة
لم يستأنف ساكاغوتشي، وزير الصحّة والعمل والشؤون الاجتماعيّة، القضيّة وتمّ قبول الحكم كما هو
من عاد إلى اليابان ابتداء من عام 2003 أمكنه الحصول على البطاقة والخضوع إلى التدقيق للحصول على معونات المراجعة الطبيّة
حضر كثير من ضحايا القنبلة الذرية من الخارج إلى اليابان وحصلوا على البطاقة المعنيّة بصحّة الناجين من القنلبة الذريّة
كما كان هناك أشخاص في البرازيل تمّ رفض معوناتهم الماليّة
كان الأمر جيّدًا بالنسبة للذين حصلوا على البطاقة، ولكن البعض حضر إلى اليابان ولم يتمكّن من الحصول عليها
هكذا حالات كانت مؤسفة حتى لأعضاء الجمعيّة
في خلال ذلك يتلقّى جميع الأعضاء تقريبا المعونة الماليّة
وكم من المرّات زرت وزارة الصحّة والعمل والشؤون الاجتماعيّة؟
هناك قدّمت عرائض ولكنّي أتساءل عمّا إذا تمّ أخذها على محمل الجدّ إذ لم يأتِ جواب
كنت أعتني لمدّة طويلة بقضايا المحاكم للناس الذين لم يستطيعوا الذهاب إلى اليابان للحصول على بطاقاتهم الصحيّة
وأتذكّر جيّدا لحظة فوزنا بالقضية في المحكمة العليا
كل ذلك جرى بسرعة غير متوقّعة، لدرجة أنّني كنت غاضبًا حقًا عندما كنت أفكّر في إهمال مطالبنا لسنوات
إلا أنّه ومع ذلك لم يحصل المتضرّرون على بطاقتهم على الفور
من المؤسف حقّا أن لا يحصل بعض المتضرّرين على الدعم إلا بعد وفاتهم
لماذا بدأت الادلاء بأقوالي كشاهد عيان
في البرازيل أيضا كانت هناك بعض الحالات التي تمّ فيها إلغاء الزواج بعد أن علم الناس أنّ شريكهم من ضحايا القنبلة الذريّة
هكذا قصص يعرفها الجميع
قدّمت إحدى الأمهات طلبها بالكلمات التالية: لقد فكّرت أيضا في الانضمام إلى الجمعيّة
ولكن فقط بعد أن تزوّجت ابنتي وأنجبت طفلا سليمًا زال عبء ثقيل عن صدري وكان بإمكاني اتخاذ هذه الخطوة
أعتقد أنّ ضحايا القنبلة الذريّة تعرّضوا للتمييز في كلّ مكان
وأنا بدوري أيضًا تحدّثت عن تجربتي لضحايا القنبلة الذريّة غير أنّني لم أخبر الآخرين عنها قطّ
ولأنّه كان من الممكن الحصول على بطاقات صحيّة انطلاقًا من 2003، اعتنيت في هذا الوقت بالإجراءات الشكليّة للكثيرين من ضحايا القنبلة الذريّة في البرازيل لكي يستطيعوا العودة إلى هيروشيما أو ناغازاكي أو إلى اليابان عمومًا
في إطار تعاوني مع سلطات المحافظات كان بإمكاني في إحدى المرّات التحدّث أمام إحدى مجموعات السلام من طلاب المدرسة الثانويّة في هيروشيما
تلك كانت المرّة الأولى. بعد عودتي إلى البرازيل تحدّثت أمام طلاب المدرسة الثانويّة البرازيليين بين عامي 2005 و2006
وقد كان لذلك صدى في مدارس ثانويّة أخرى، فبدأت بعد ذلك التحدّث سنويّا عن تجاربي عند سقوط القنبلة الذريّة
ما أودّ قوله إلى الأجيال القادمة
حصلت أوّل تجربة على قنبلة ذريّة في يوليو 1945 في نيو مكسيكو
لا أعرف ما إذا كانت الحكومة الأمريكيّة قد فكّرت بالنشاط الإشعاعي في ذلك الوقت. ولكن بعد ذلك توغّل الجيش إلى مركز الانفجار
أعقب ذلك هيروشيما وناغازاكي
لقد أجرت الولايات المتحدة الأمريكيّة أكثر من ألف تجربة نوويّة، فيما الاتحاد السوفياتيّ أكثر من سبعمائة تجربة
وانضمّت إليهما الصين وبريطانيا وفرنسا والهند وباكستان وكوريا الشماليّة
وعديد من البلدان تجري تجارب نوويّة
وقد حصلت حوادث في مفاعلات نوويّة على جزيرة "الثلاثة أميال" وفي تشيرنوبل والآن في فوكوشيما
ولا تزال محاولة السيطرة على الحوادث مستمرة في تشيرنوبل كما في فوكوشيما
ويوميا لا تزال تتسرّب الإشعاعات النوويّة
لكي نتمكّن من الحياة على هذه الأرض في المستقبل فعلينا أوّلا التخلّص من القنابل النوويّة
وإغلاق محطات الطاقة النوويّة وتخزين النفايات النوويّة تحت مراقبة دقيقة
إذا لم نتمكّن من ذلك، أخشى أن تعاني الأجيال القادمة وذريّاتها عاجلا أم آجلاً أكثر من أيّ وقت مضى
وللحفاظ على السلام على هذا الأرض أتمنّى أن يجتمع سكّانها أوّلاً ويتكلّموا مع بعضهم البعض في حال حصول مشاكل
ويتغلّبوا على أنانيّتهم ويتذكّروا في حياتهم اليوميّة السؤال التالي: ما الذي علينا فعله ليمكننا أن نحيا حياة كريمة؟
الترجمة: طلاب الماستر في قسم الدراسات الشرقية الآسيوية/ تخصّص: دراسات عربيّة وترجمة للفصل الصيفي 2021
كريستيان كيلينغ
أماني العبّاس
أصالة لاكبيري
ماري – تيريز رودولف
تروسكه محمد علاء الدين
علاء الدين الشلاح
تيا بيل
إشراف: البروفسورة الدكتورة داغمار غلاس
والدكتور سرجون كرم
تنسيق الترجمة: NET-GTAS (Network of Translators for the Globalization of the Testimonies of Atomic Bomb Survivors)
شبكة المترجمين من أجل عولمة شهادات الضحايا الناجين من القنبلة الذريّة
|